°° إنظر إلى تدبير الله وقدرته على تصريف الأشياء وقيادتها إنظر إلى إحاطة الله بكل شيء إنظر إلى علم الله بكل صغيرة وكبيرة واعلم أن الله يعلم كل ما في هذا الكون سماواته وأراضيه وكل ما بداخله من صغير وكبير من هواء وماء من شجر وحجر من نجم وكوكب من طاقة ومادة من نسمة وهبة ولمحة وحركة وسكنة من ضوء ومن ظلام من لمعة وومضة من هدوء وسكون..

إبن آدم كل ما تفكر به يعلمه الله ليس لأجل محاسبتك وتهديدك فالله تعالى غني عن ذلك لكن لتعلم أن عقلك محاط بعناية الله ورقابته حرصاً منه عليك لتعلم أن الله معك وأن قربه منك أقرب من نفسك لنفسك وأقرب من أقرب المقربين إليك..

إنها العناية الربانية التي أبت إلا أن ترصد كل شيء وتعلم كل شيء يحيط بهذا الوجود من حركات وسكنات ومفرحات ومنغصات تتحرك مع الأنفاس وتجري مع الكائنات أنَّى جرت وحيثما تحرَّكَت هذه العناية الإلهية التي لو شاءت لرصدت كل شيء بلا واسطة ولا معين لكن الله جل وعلا بث من جنوده ما  لا يعلم بعدتهم إلا هو ، بث من جنوده بين خلقه حتى أصبح الوجود متداخلا بعضه ببعض ومتشابكا بعضه ببعض يخدم بعضه بعضا إذا سار في طريق الخير التي رسمها الله تعالى له ويعادي بعضه بعضا اذا سار في غير الطريق التي رسمها الله له..

الله تعالى وضع لهذا الوجود خطط وطرق وقوانين وقواعد يسير عليها وإتجاهات كلها تؤدي إليه ووضع لكل شيء مكانه وطريقه ومسلكه وزمنه وصفاته ، الله تعالى خلق السموات والأرض بعلم وتنظيم دقيق ومحكم فمثلا الأرض يعلم مكوناتها معدنها وطينها وصخرها ونباتها ومائها وغازها ويعلم مكونات كل معدن ومادة على حدة ومكونات المكونات نفسها والأشياء الدقيقة جداً من كل شيء ويعلم ما يحيط بها من جو وهواء وغاز وبخار وغير ذلك..

ويعلم الزمان والمكان والحدود والإتجاهات والطرق والقوانين في البحر والبر والجو والمسالك والدروب والظلمات والنور والفراغ والهواءات الباردة والحارة والمواد الإشعاعية والضوئية لأن علم الله محيط وشامل وكامل لكل شيء موجود وغير موجود في الوجود أو في العدم يعلم ما كان وما لم يكن وما هو كائن وما سيكون وما لا يكون وما لن يكون وما لم يكن لو كان كيف سيكون..

الله بكل شيء محيط إحاطة كاملة والله بكل شيء عليم علم شامل كامل..