العلم هو المخرج من كل هذا الضيق الذي نعيشه والفساد الطاغي على كوكب الأرض
العلم هو المخرج من كل هذا الضيق الذي نعيشه والفساد الطاغي على كوكب الأرض..
طبعاً العلم الذي نتكلم عنه هنا ليس العلم المجرد من الإيمان بالله والتوحيد الخالس والعقيدة الصحيحة فهذا النوع من العلوم قد ملأ الأرض بالفساد وسفك الدماء والظلم..
لكن العلم الصحيح هو العلم الذي يقود ويؤدي إلى السلام والطمأنينة ويبعث السكينة في قلوب الناس العلم الذي يجلب الأمن ويزيد الإيمان العلم الذي يبحث بشتى الوسائل والطرق عن دفع ضجر الحياة وسأمها ومللها عن الناس أياً كان نوعهم وأيا كان جنسهم بالطرق التي شرعها الله وأحلها للعباد..
نقصد بالعلم هنا العلم الذي يدفع الشر بالخير فمثلاً اختراع السيارات يختصر المسافة للمسافر ويدفع التعب عنه وتحمل مشاق السفر وكذلك الطائرة اذا كانت تستخدم للأغراض السلمية من نقل المسافرين وتجويل السائحين والعلماء الباحثين والمتفكرين في مخلوقات الله وبديع صنعه في هذا الكون..
بئس العقول التي تفكر في أدوات الإجرام ووسائل الفساد وتجلبها إلى الوجود من حيث أخفاها الله تعالى رحمة بعباده ولطفاً بهم، إن العالم الذي يخترع البارود أو البندقية النارية لا يمت إلى الإنسانية بصلة وإن كانت نيته سليمة فأفسدها غيره من المستخدمين لهذه الأسلحة لكن لا يخفى على كل أحد أن مثل هذه الإبتكارات التي قادت إليها العقول بسوء استخدام العلم قد آذت البشرية وأهلكت الحرث والنسل ودمرت الممتلكات وغيرها من المغبات الرديئة الناجمة عن بعث مثل هذه الأشياء وإعمال الفكر حتى تم الوصول إليها..
إن العلم الحقيقي هو العلم الذي يدرس الأشياء ويحاول كشفها للفائدة والمصلحة العامة ولا يظهرها للعيان إلا بعد التحري والبحث عن مخاطر وجودها ومقارنة الفوائد والأضرار الناجمة عن هذه الأشياء وعمل دراسة لأجيال وأجيال ليس العقل الذي يعبث بمكنونات الكون كما يعبث الصبي الذي لا يقدر قيمة الأشياء ولا يعلم بمخاطرها..
والعقل الرباني الذي يدرس هذه الأشياء العجيبة سواء الغامضة منها أو الجلية هو العقل الذي يستمد العون من الله ويتلقى المدد من خالق الكون والمالك لنواصي الأشياء والعالم بأسرارها، إنه العقل الذي يذكر الله مراراً وتكراراً تسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً وتقديساً..
إن وَجد ما يستعدي البكاء بكى لله تعالى رغبة ورهبة وإن وجد ما يستعدي البهجة والسرور ابتهج لله وتبسم له ولبديع قدرته وإن وجد ما يستدعي الحزن حزن واحتسب الأجر على الله ، إنه العقل الرباني الذي يتفاعل مع الله بكل حركاته وسكناته وانفعالاته وأحاسيسه تفكراً وتأملاً واعتباراً وخضوعاً..
ذلك العقل الذي نفتقده في هذا الزمن وغيره من الأزمنة التي لا نبوة فيها ولا وحي، غير أن الله تعالى ومن رحمته بخلقه لم يجعل العلم بيد الأنبياء وحدهم ولا محدوداً بعصرهم أو زمنهم إنما جعل الإتصال به واستسقاء العلم الرباني موجود في كل زمان ومكان وفي كل عقل وفي كل شخص ، خَلق الإنسان وخَلق له كامل الحواس والآلات التي يحتاجها في عملية التعلم من عقل يتأمل ويفكر و سمع يسمع ويحلل وبصر ينظر ويرى وشعور ووجدان يتفاعل وأقدام تمشي وتسافر وأصابع تكتب وترسم وغير ذلك من وسائل التعلم..
هنا يكمن العيب الذي يتجلى ويتضح في حال أخفق هذا العقل وتكاسل وقعد عن سبيل البحث عن الحقيقة ودرء الفساد والشر عن نفسه وعن المحيطين به رغم توفر كل هذه الوسائل المذكورة آنفاً والتي تساعده في ذلك ورغم أمر الله له بالعلم والبحث والتأمل ، عندئذٍ يندم هذا الإنسان ولات حين مندم ، يندم على ما فرط من لحظات لم يتعلم فيها ولم يفكر في طرق خلاصه من هذه المآزق التي تحيط به سواء تلك المآزق التي تحيط به في دنياه وحياته أو تلك التي سيقابلها في أخراه وبعد موته..
إن الله سبحانه وتعالى عندما يقول " لا يظلم شيئاً " فهو جل جلاله يقول ذلك بالحق المحض الذي لا يحتمل أدنى ريب أو باطل ، الإنسان يندم ليس على عدم إيمانه بالله فحسب بل على عدم إستغلاله لهذه الوسائل التي تقوده إلى الله وتجعله يدرس الأشياء ويعلم حقائقها شرها وخيرها ما له وما عليه منها ويتفكر في بديع صنع الله وحكمته في كل شيء فيعبد الله عن علم ويذكر الله عن علم ويأكل ويحمد الله عن علم ويشرب ويشكر الله عن علم وينجو من المصيبة ويحمد الله عن علم ويتحرك في البحر والجو والبر وهو يتعلم ويذكر الله ويستغفره ويسبحه ويكبره ويثني عليه ، كل ذلك عن علم بالأشياء وحقيقتها وقدرة خالقها على التصريف والتدبير والتحويل من حال إلى حال..
هنا نصل إلى أن العلم الحقيقي هو العلم الرباني الذي يُستمَد من الله ويقود إلى الله ويهدي إلى الحق والصراط المستقيم العلم الذي يجعل آيات القرآن وتعاليم الدين تتحرك وتدب على الأرض مع حركات الناس وتسكن مع سكناتهم، العلم الحقيقي هو العلم المبني على البحث والتأمل ودرء مفاسد الأشياء وشرورها وأخذ الحسن من كل شيء..
والعالم الحقيقي هو الذي يتحرك بجميع حواسه ومشاعره لله وفي الله قارئاً وكاتباً ومناقشاً وباحثاً يتفاعل مع كل شيء يصل إليه وهو يتذكر الله فإذا وجد الإبداع في الشيء والحكمة زاده ذلك إيماناً بالله وإسلاماً له وتعلقاً به وحباً له وسرى في نفسه ذلك الشعور الذي يشعره القريب تجاه قريبه إذا أتقن صنعاً وأحسن عملاً بل وأكبر من ذلك ولله المثل الأعلى..
إنه العالم الذي يبكي ويضحك من كل شيء يتوصل له ويبتكره ويخترعه ويفكر فيه العالم الذي يدرس الأشياء بجميع حواسه وخواطره لا بقلمه وحفظه يتفاعل مع الكون ومكوناته بجميع مشاعره وهو هنا يُسبغ العبادة لله ويزيدها أملاً بالقبول والإخلاص لله فالدمع والطاقة المبذولة في التأمل والتفكر والعاطفة التي تخالط كل هذا ،كل ذلك عبادة لله وكل ذلك يزيد هذه العبادة قوة ومتانة وقبولاً عند الله..
إذن هذا الكون لم يُخلق عبثاً وهذا الإنسان لم يُخلق سدى بهذه الهيئه وهذه المواهب التي تتمثل بالحواس والعقل ووسائل الحصول على العلم فقد خلق الله هذا الوجود بما فيه الإنسان الكريم لغاية وحكمة عظيمة لم ندرك منها إلا الجزء اليسير ، فأين نحن من استغلال العلم واستغلال هذه الحواس في العلم الذي يعود بالخير على البشرية وعلى كل كائن حي خلقه الله..
هنا نصل إلى أن العلم الحقيقي هو العلم الرباني الذي يُستمَد من الله ويقود إلى الله ويهدي إلى الحق والصراط المستقيم العلم الذي يجعل آيات القرآن وتعاليم الدين تتحرك وتدب على الأرض مع حركات الناس وتسكن مع سكناتهم، العلم الحقيقي هو العلم المبني على البحث والتأمل ودرء مفاسد الأشياء وشرورها وأخذ الحسن من كل شيء..
والعالم الحقيقي هو الذي يتحرك بجميع حواسه ومشاعره لله وفي الله قارئاً وكاتباً ومناقشاً وباحثاً يتفاعل مع كل شيء يصل إليه وهو يتذكر الله فإذا وجد الإبداع في الشيء والحكمة زاده ذلك إيماناً بالله وإسلاماً له وتعلقاً به وحباً له وسرى في نفسه ذلك الشعور الذي يشعره القريب تجاه قريبه إذا أتقن صنعاً وأحسن عملاً بل وأكبر من ذلك ولله المثل الأعلى..
إنه العالم الذي يبكي ويضحك من كل شيء يتوصل له ويبتكره ويخترعه ويفكر فيه العالم الذي يدرس الأشياء بجميع حواسه وخواطره لا بقلمه وحفظه يتفاعل مع الكون ومكوناته بجميع مشاعره وهو هنا يُسبغ العبادة لله ويزيدها أملاً بالقبول والإخلاص لله فالدمع والطاقة المبذولة في التأمل والتفكر والعاطفة التي تخالط كل هذا ،كل ذلك عبادة لله وكل ذلك يزيد هذه العبادة قوة ومتانة وقبولاً عند الله..
إذن هذا الكون لم يُخلق عبثاً وهذا الإنسان لم يُخلق سدى بهذه الهيئه وهذه المواهب التي تتمثل بالحواس والعقل ووسائل الحصول على العلم فقد خلق الله هذا الوجود بما فيه الإنسان الكريم لغاية وحكمة عظيمة لم ندرك منها إلا الجزء اليسير ، فأين نحن من استغلال العلم واستغلال هذه الحواس في العلم الذي يعود بالخير على البشرية وعلى كل كائن حي خلقه الله..
تعليقات