°° إعلم ان النفس والهوى والشيطان يوسوس لك ويوهمك أن الله هو من وضع الشر الذي يصيب الناس وتتعرض له الكائنات بشتى أنواعها لو قرأت القرآن بتدبر وخشوع وتفكر في الآيات ودرست العقيدة السليمة والتوحيد الخالص لله وعلمت الكثير من آيات الله المبثوثة في الكون والوجود في كل شيء في السماء والأرض في الشجر والطير والإنس والجان والملآئكة لعلمت علم اليقين ورسخ في قلبك أن الله لم يضع الشر أبدا وأن الله لا يريد الشر ولا يريد حدوثه حتى لضرب الأمثال والعبر وإنما يحدث الشرمن أخطاء ارتكبناها وأصرينا عليها ويقع الشر من الناس أنفسهم ومن المخلوق نفسه أما الله جل جلال فحاشى وهيهات أن يمُت الشر إليه سبحانه بصلة البتة..

الله يدافع عن عباده ظاهرا وباطنا في جميع أحوالهم وتقلباتهم وسكناتهم وحركاتهم لذلك يجب عليك أن تحارب الشر بجميع أنواعه وتدفعه بكل قواك وجهدك واكبر من ذلك ولا يقع في نفسك ذرة شر أن الله يفرح بالشر وحدوثه أو ينتقم به من شخص تعالى الله علوا كبيرا فهو الغني بذاته عمن سواه..

وعليك أن تعمل على دفع الشر عن الناس من أكبر الشرور إلى اصغرها ولا تيأس أو تُضَعِّف من قوتك وقدرتك أمام أي شر مهما كان فالله جل جلاله يعين العبد المؤمن المفتقر إليه المحتاج الى ربه في كل لحظة وعليك بمجاهدة نفسك وهواك ، من الخطأ الفادح والعظيم أن يقع الشر ويحدث كل يوم في الأبرياء ولا نحرك ساكن ولا نبحث عن الحلول رغم الصحة والفراغ الذي نعيشه وتوفر وسائل العلم والبحث..

واَعلم أن دفع الشر لا يكون بالشر أبدا كالقتل والتعنيف والسب والشتم والقهر وإراقة الدماء وإنما بطرق ربانية وأساليب ناجعة وليس معالجة الشر بالشر وإنما بالخير..