الإنسان يجب عليه أن يبحث ويفكر عميقاً في إيجاد حلول وإستخلاص مخارج له تدفع عنه اقدار الشر..

°° يا للمهزلة عندما يقع الإنسان في حبال الموت وينزل في لحد مظلم في حين لم يستغل عقله وحواسه في سبيل إيجاد شيء يخلصه من هذا الشر المحيط به في دنياه وآخرته..

إن الإنسان يجب عليه أن يبحث ويفكر عميقاً في إيجاد حلول وإستخلاص مخارج له تدفع عنه اقدار الشر والمصائب التي حذره الله منها ، هذه الحلول والمخارج موجودة في الأشياء نفسها واستخدامها طبقاً لتعاليم الله العالم بشرها وخيرها..

إن الله تعالى عندما يحذر من النار فيجب على العقل أن يتحرك ويفكر ويبحث عن وسيلة تخلصه من النار وعذابها حتى ولو تطلب الأمر منه إلى تحليل مادة النار ومكوناتها وإيجاد وسيلة تدفع قدرها الشراني نهائياً وهذا ليس مستحيل فكل شيء بالإيمان بالله والتفكير العميق جائز أن يتحقق ولو كان مما يعتبره الناس مستحيل أو خارق للعادة..

إن النار عندما عادت برداً وسلاماً على إبراهيم عليه السلام إنما عادت بأمر الله أولاً ثم بوجود العقل الذي لا يعتمد على غير الله إطلاقاً ولا يخشى شيء سواه إنه الإيمان والتوحيد الذي تقف له الأشياء مستسلمة متخلية عن تأثيراتها الشرانية ومتحولة إلى الخير المحض الذي لا يؤذي ولا يصيب..

علينا هنا أن نكرس جهودنا وعقولنا في سبيل البحث عن الحلول الممكنة لمسائل الحياة التي تواجهنا وألغاز المستقبل فكل مسألة في الوجود لابد وأن لها حل وكل قدر شراني يقابله قدر خير يضاده ويواجهه ويتغلب عليه أو يصل به إلى مرحلة التعادل والوسط الذي يصلح للعيش بسلام والحياة بدون خوف أو قلق..

تجميد العقول والإستسلام للأقدار والقوانين الكونية يعتبر هزيمة مسبقة ويعتبر سكون وخضوع مسبق من طرف الإنسان في معركة الحياة والكون التي يجب أن يتدخل فيها الإنسان بالعقل الذي ميزه الله به ويتفاعل مع كل شيء من حوله بالعلم والمعرفة والدراسة ويحاول إنقاذ ما يستطيع إنقاذه من بني جنسه وتفادي ما يستطيع تفاديه من الشر..

العلم والإيمان بالله والعقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص هو المخرج من معضلات الحياة الماضية والحاضرة والمستقبلية تلك الأقدار الشريرة التي تتربص بنا وبالكائنات إنما مدفعها بالعلم السليم الرباني الذي يلجأ إلى الإله في كل صغيرة وكبيرة والعقل الذي يؤمن بالله ويتفكر ويتأمل بكل شيء من حوله ويسبح ويقدس ويتعظ ويعتبر..

والباحث عن الحقيقة سيعينه الله ويهديه بقدر ثقته بالله وإيمانه به وتوحيده له وذكره وعبادته وإعتماده عليه وتجرده عن النفس والهوى والأغراض الدنيوية التي تلوث العمل وتجعله غير مقبول عند الله..

إذن يجب علينا أن نتعلم العلم الرباني الذي يوصلنا إلى النجاة في ديننا ودنيانا وآخرتنا وأن نتجرد عن الحسد والحقد والطمع والظلم وغيرها من أمراض النفس والروح التي تعمي البصر وترين الفؤاد وتعتم رؤية الأشياء على الحقيقة التي رسمها الله لها..

علينا أن ننقي سرائرنا ونمحص أنفسنا ونتفقدها كما يتفقد التاجر تجارته والصانع صنعته والعامل عمله علينا ان نكون على أشد الحذر والحيطة من أنفسنا وتصرفاتنا وأن نعود إلى ميزان العدل في كل برهة وفينة وفي كل وقت من أوقات الحياة نعمل على تنظيف أنفسنا من الأوساخ التي تعلق بمرآة القلب والبصر والسمع والفؤاد وكل حاسة من حواسنا فإنما الإنسان آلة والآلة لا تؤدي عملها بدقة ما لم يتم تنظيفها وتفقد أجزائها والعناية بها وإلا أتلفها الزمن وما يحيط بها من ظروف الحياة..

يجب علينا أن نحذر أشد الحذر قبل الوقوع فيما لا تحمد عقباه قبل أن يهزأ بنا الهازيء ولا نستطيع الرد قبل أن نندم شر مندم قبل أن نبكي ولا نستطيع التوقف وقبل أن نقع في ما لو درسناه وعلمناه ما كنا وقعنا فيه فالعلم السليم هو الكنز الثمين وهو المخرج لنا في الأولى والأخرى..

تعليقات

الإرشيف

نموذج الاتصال

إرسال